موفق محادين حرب تقرر مصير العالم (2)

موفق محادين

حرب تقرر مصير العالم (2)

(19/2/2008)

وهو ما يستدعي امريكيا وصهيونيا اولا تأمين ظهر العدو الصهيوني قبل العدوان من خلال:-

اما على صعيد الاستهداف الامريكي لايران فعنوانه الفاقع والمفضوح هو
التحريض المذهبي ضدها في عموم المنطقة والاستفادة من تورطها مع العصابات
الطائفية في العراق لهذه الغاية والاستفادة كذلك من رؤية وادارة الصراعات
لدى النخب والرأي العام حيث تخلط هذه النخب بين دور ايران المدان في
العراق ودورها الايجابي في الاقليم, كما تخلط بين تقديراتها السياسية وبين
موروثها المذهبي او الايديولوجي.

وفيما يخص سورية, فيتركز التكتيك الامريكي -اليهودي في العمل على ضرب
فلسفتها السياسية (الدفاع خارج الاسوار), فمن محاولة تفكيك علاقتها مع
ايران الى تفكيك علاقتها مع تركيا حيث نلحظ كيف تزامنت الغارة الصهيونية
على اراضيها ثم عملية اغتيال القائد الشهيد, عماد مغنية في دمشق مع زيارات
لمسؤولين صهاينة الى تركيا.. ويضاف الى ذلك تزامن العديد من المظاهر
الاخرى من الحملة باسم الدفاع عن بعض الموقوفين العرب في السجون السورية
الى مؤتمرات لشظايا معارضين سوريين في عواصم اوروبية الى الحملات
الاعلامية التي تتخذ من حكاية المحكمة الدولية فزاعة لابتزاز دمشق الى
تحريك قوى كردية.

وفي الحقيقة ثمة ما هو مشترك بين كل ما سبق ضد سورية وبين ما تعرض له
العراق قبل العدوان عليه مع فارق اساسي هو تحصين سورية نفسها بحزام من
التحالفات التي تخشاها دولة العدو, في جنوب لبنان وجنوب فلسطين.

ومن اوجه القواسم المشتركة بين سورية والعراق قبل العدوان الامريكي: حملة
المعتقلين العرب في سجونهما, وحملة القوى الكردية ومؤتمرات المعارضة في
الخارج المدعومة من المخابرات الامريكية, وحملة تهديد الرئيس الشهيد صدام
بمحكمة دولية على غرار ميلوسيفتش كما يجري تهديد الرئيس السوري ايضا,
واخيرا اغتيال الشهيد عماد مغنية المتهم بملاحقة المصالح الامريكية حيث
نتذكر كيف قتل ابو نضال في بغداد قبل العدوان مع فارق طبعا في ظروف
الاغتيالين.

(الموساد في حالة مغنية, الظروف الملتبسة في حالة ابو نضال)
اذا اتفقنا في ضوء التقديرات السياسية السابقة على ان ايران بما تشكله من
تحالفات مع روسيا والصين في اسيا الوسطى (حيث خطوط ومصادر النفط والغاز)
وفي الشرق العربي (مع سورية وحزب الله وحماس والجهاد الذين يحتلون الصفوف
الاولى على لائحة الحسابات الصهيونية) فان الهدف العام الرئيسي لسيناريو
العدوان الامريكي/ اليهودي المتوقع هو طهران -دمشق في المستوى الاول, وحزب
الله, حماس في المستوى الموازي.
1- استغراق حزب الله في اشكالات لبنانية داخلية ومحاولة اضعافه معنويا
باغتيال عدد من قادته البارزين مثل الشهيد- الاسطورة عماد مغنية, وكذلك
عبر حملات اعلامية للتأثير على صورته الجماهيرية على غرار ما يفعله قادة
عوكر- قريطم (جعجع وجنبلاط وحمادة.. الخ)
2- استغراق حماس في اشكالات فلسطينية داخلية وتطويق وجودها في غزة عبر
الحصار المعروف والذي لا تنفذه (اسرائىل) لمصالحها فقط بل ولمصالح وحساب
اخرين من المرتبطين بالاجندة الامريكية.